وصل إلى تونس منذ ثمانية أشهر فقط، إلا أن سعادة السيد ريتشارد كادلشاك،السفير جمهورية التشيك، بدأ بالفعل يندمج بحماس مع روح تونس.
استقبلنا في مقر إقامته بتونس، في لقاء اتسم بالاحترام والبساطة، وبإرادة واضحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين تونس وبراغ على أسس جديدة ومستدامة
حب ناشئ لتونس
قال السفير : „أشعر براحة كبيرة هنا“، معبّرًا عن تأثره بكرم الضيافة التونسية، ومشيدًا بتنوع البلاد الذي يفوق مجرد الشواطئ الشهيرة.
وأضاف: „يربط الكثير من التشيكيين تونس بالبحر فقط، لكن هناك الكثير لاكتشافه: الصحراء، الجبال، التراث التاريخي…“ داعيًا إلى توسيع الرؤية السياحية لتونس.
ومع استقبال البلاد لنحو 150 ألف سائح تشيكي العام الماضي، تبقى تونس وجهة مميزة. ويعبّر السفير عن دعمه لحملة الترويج الجديدة „عيش لحظة تونس“، الهادفة إلى إبراز الغنى الثقافي والطبيعي للبلاد.
عندما تلتقي الثقافة بالاقتصاد
لكن العلاقات التونسية التشيكية لا تقتصر على السياحة فقط. فقد شدد السفير على أهمية التعاون الثقافي، من خلال الحفلات الموسيقية والمعارض وتبادل الفنانين، معلنًا عن مشاريع ثقافية تشيكية مرتقبة في تونس ابتداءً من الخريف.
أما على الصعيد الاقتصادي، فتبدو الآفاق واعدة، خاصة في قطاع السيارات، مع الإشارة إلى الدور البارز لعلامة „سكودا“.
وأوضح: „اقتصادانا أقرب مما نعتقد“، مبرزًا التعاون في مجالات مكونات السيارات، والتكنولوجيا الخضراء، والأمن السيبراني، مؤكدًا على أهمية وجود إطار قانوني مستقر وداعم لجذب المستثمرين التشيكيين إلى تونس.
التكنولوجيا والشباب محور التعاون
بفضل خبرته الطويلة كمبعوث خاص في مجال الفضاء السيبراني، يولي السيد كادلشاك اهتمامًا بالغًا للتحديات الرقمية.
ويأمل في تعزيز التعاون بين تونس وتشيكيا في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن الرقمي، والتكنولوجيا الحيوية، بالاعتماد على الجامعات، ومراكز التفكير، والمواهب الشابة.
وقال مؤكدًا: „الدولة وحدها لا يمكنها أن تتقدم في هذه المواضيع. يجب تعبئة كل الفاعلين.“