تسيريل وميتودي هما أخوان يونانيان كان كلاهما أكاديمي ولاهوتي ولغوي من الطراز الرفيع. وقد لعبا دوراً رائداً ورئيسياً في نشر المسيحية بين الشعب السلافيي حول نهر الدانوب، وبفضل تأثيرهما الكبير في التطور الديني المسيحي والثقافي للشعوب السلافية عامة دُعيا بلقب „رسل السلافيين“.
ولدا في مدينة تسالونيكي في اليونان (تسيريل بين عامي 827 و828 وميتودي يبن عامي 815 و820)، ذهب تسيريل („Kyrillos“، واسمه الأصلي قسطنطين) في رحلة تبشيرية بين العرب ودَرَّسَ الفلسفة في المدرسة البطريركية في القسطنطينية، وعمل مع ميثوديوس رئيس أحد الأديرة اليونانية في تبشير الخزر في شمال شرق البحر الأسود.
ي عام 862 طلب روستيسلاف أمير مورافيا العظمى من القسطنطينية إرسال مجموعة من المبشرين، فأرسل الإمبراطور ميخائيل الثالث والبطريرك فوتيوس الأخوان تسيريل وميتودي. وفي عام 863 بدآ عملهما بين السلاف مستعملين اللغة السلافية في الصلاة والليتورجيا، وقاما بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التي عرفت لاحقا باسم اللغة السلافية الكنسية القديمة (أو البلغارية القديمة). كما قاما بابتكار الأبجدية السلافية المبنية أساساً على طابع الحرف اليوناني والتي لا تزال تستعمل بشكلها السيريلي النهائي في الأبجدية المعاصرة في اللغة الروسية وفي مجموعة من اللغات السلافية الأخرى.
عام 867 قَبِلَ الأخوان دعوة البابا نيكولاس الأول لزيارة روما من أجل شرح موقفهما من النزاع الذي نشب فيما ببنهما وبين رئيس أساقفة سالزبورغ وأسقف باساو الألماني، حيث إدعى هذا الأخير أحقيته في السيطرة على نفس الأقاليم السلافية ورغب في تعزيز الاستخدام الحصري للغة اللاتينية في الليتورجيا.

وصل تسيريل وميتودي إلى روما عام 868 حيث أيد موقفهما البابا الجديد أدريانوس الثاني سامحاً باستخدام الليتورجيا السلافية. وبعد وفاة تسيريل أرسل أدريانوس ميتودي مجدداً إلى السلافيين كممثله الرسمي وكرئيس أساقفة سيرميوم.
ضمت السلطة الكنسية لميتودي جميع أراضي مورافيا، وفي عام 880 استُدعي مرة أخرى لروما لينال تأكيداً آخر من البابا بالسماح باستعمال اللغة العامية السلافية في الليتورجيا. لكن بعد وفاة ميتودي منع البابا ستيفانوس الخامس الصلاة إلا باللغة اللاتينية.
بلغ تأثير تسيريل و ميتودي بعد وفاتهما إلى أماكن بعيدة مثل كييف في روسيا وخلف أثراً عظيماً حتى بين الشعب السلافي في كرواتيا وبوهيميا وبولندا.
أُعلنا قديسين في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية واحتُفل بهما في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية عام 1880.
وقد أقامت الكنيسة الكاثوليكية، بقيادة الكاردينال دوكا، احتفالية اليوم لتخليد الذكرى للأخوان ، وحظر الحفل ١٥٠٠٠ مواطن تشيكي في مدينة فيليهراد في جنوب البلاد.